اصر الجميع علي انتخاب مجلس جديد للاداره يمكن ان يضم عددا من غير المصريين و لكن بشرط ان يبقي الرئيس مصريا و السكرتير العام ايضا . و ايا كانت النتيجه .. فقد نجحت المعركه الاولي و لم يعد الزمالك ناديا للاجانب او الخواجات و يجب هنا الا ننسي اننا لا نزال في عام 1917و ان النادي تاسس اصلا عام 1911 أي ان الزمالك استرد مصريته بمعاونه ابناء بولاق بعد ست سنوات فقط من تاسيسه و بعد سنه واحده من لعب الكره و ان من علم هذا النادي كيف يلعب الكره لم يكونوا جنود الانجليز و لكنهم شباب مصري غاضب و رافض لهيمنه الخواجات علي كل امور الحياه في بلادهم . لماذا اذن لا يكتب احد عن ذلك لماذا اذن يبقي الزمالك في نظر الجميع - حتي ابنائه -
ناديا للغرباء و الاجانب ولماذا كل هذا الظلم و كل هذا التجاهل و لعل كثيرين لا يعرفون ان الزمالك بعد ان استرد روحه و مصريته لم يكتف بذلك و انما بقي يحارب لتأسيس اتحاد كره مصري ..و سوف يبقي التاريخ شاهدا علي ان الأندية التي قامت بحركه تمصير الرياضه في مصر كانت اربعه انديه .. الزمالك و الاهلي في القاهره .. و الاتحاد في الاسكندريه .. و المصري في بورسعيد
واذا كان الزمالك قد نجح في استرداد مصريته عام 1917 فانه رغم نجاحه لم يستسلم و بقي يحاول طرد الاجانب من ناديه الذين اصروا على البقاء رغم انف المصريين .. بقي الزمالك يحاول حتي عام 1930 حين نجح الانقلاب الذي قاده حسين حجازي اول نجم كروي في تاريخ الزمالك .. و مع حسين حجازي كان هناك يوسف محمد و القائمقام محمد حيدر بك .. و تمثل الانقلاب في عقد اول جمعيه عموميه للزمالك بحضور ستين عضوا مره واحده ليقرروا طرد الاجانب و الخواجات من النادي و ان يكون الزمالك ملكا للمصريين و يخصهم وحدهم و نجح الانقلاب و جاء باول رئيس مصري .. و اول سكرتير مصري .. لنادي الزمالك .. فاصبح يوسف محمد سكرتيرا للنادي و اصبح القائمقام محمد حيدر بك رئيسا للنادي بدلا من البلجيكي بيانكي الذي تولي الرئاسه عقب تقاعد مرزباخ مؤسس النادي و اول رئيس له .. و علي الرغم من ذلك بقي هذا الانقلاب وحكايته وتفاصيله كأنه ورقه سريه لا ينبغي ان يعرفها جمهور الزمالك وعشاقه ليتأكدوا من ان ناديهم لم يكن ناديا للقصر او الخواجات ..لكن نادي للثوره و الغضب و الكره بقدر ما كان و لا يزال مدرسه للعب و الفن و الهندسه .. الشعار الذي بقي جمهور الزمالك يردده و يرقص عليه حتي الان و بالتحديد منذ سنه 1928 .. حين رفض لاعبو الاهلي الصعود الي المنصه لتسلم ميداليات المركز الثاني في نهائي كأس السلطان فؤاد الذي فازت به الترسانه .. و لان الاهلي في ذلك الوقت كان النادي المدلل للسلطان فؤاد.. فقد عجز اتحاد الكره عن عقاب لاعبي الاهلي .. ورد الاهلي الجميل بان قدم كبش فداء يتم عقابه وحده كان هو حسين حجازي الذي انتقل من الزمالك للاهلي .. و لم يقبل حسين ان يكون ضحيه الغرام المتبادل بين الاهلي و الملك فقرر العوده مره اخري لصفوف الزمالك .. وقرر ان ينتقم ايضا .. قرر ان يطوف بمدارس القاهره لاختيار لاعبين جدد من تلاميذها يضمهم للزمالك .. و بهؤلاء التلاميذ قرر حسن حجازي اللعب امام الاهلي ..و فاز التلاميذ علي كبار الاهلي بهدف احرزه تلميذ اسمه محمد لطيف .. و خرج الجمهور من الملعب يردد كيف فاز فريق المدرسه علي فريق الاهلي .. كانت اول مره يرتبط فيها اسم الزمالك بالمدرسه .. و بقي الامر كذلك حتي عام 1952 .. و في يونيو 1953 .. باع الزمالك عشرين شجره من حديقته بالف جنيه اعطاهم لمقاول عاشق للزمالك ليبني مدرجات جديده علي ان يدفع هو من جيبه باقي التكاليف .. و بالفعل اتم المقاول البناء في نفس الوقت الذي توالت فيه انتصارات الزمالك علي الفرق الاجنبيه .. اوستريا و ردستار و هونفيد .. فكان لابد من تعبير جماهير الزمالك عن امتنانها للاعبين و انتصاراتهم و للمقاول هديته فاكتمل بذلك هذا الشعار الجميل .. يا زمالك يا مدرسه لعب و فن و هندسه
و في حقيقه الامر .. يحتاج تصحيح تاريخ الزمالك .. او كتابته بصدق و حب و حقيقه الي الف صفحه قد يكون هذا وقتهاو ان لم يكن هنا مكانها .. ولكن الي ان يتم ذلك و يكتب الزمالك تاريخه من جديد .. اولا فلابد من الاعتذار لنادينا الكبيرو الجميل و لا بد من التاكيد علي ان الزمالك طيله عمره و مشواره هو زمالك مصر .. من يقول او يكتب ذلك لا يجامل الزمالك .. بل هذه هي الحقيقه سواء اعترفنا بها او لم نعترف .. هذه هي الحقيقه التي لابد و ان يكتبها احدهم يوما حتي يعرف المصريون كلهم ان الزمالك ليس ناديا للكره .. و لكنه جزء من تاريخهم و قطعه من قلوبهم و احد اجمل حكايات بلادهم .. سيبقي الزمالك صوره جميله في مصر و من مصر .. سيبقي الزمالك .. زمالك مصر